هل من راقي من السحر المغربي ...

حذروني من المغرب .. لكن لم أنصت لهم

حذروني حتى خوفوني .. ولكن للأسف لم أزداد الا عنادا وإصرارا

حكوا لي عن قصص جرت لأفراد وجماعات صاروا في خبر كان
ولكن لم تكن أذني صاغية ..
بل كذبتهم وجادلتهم

ضربوا لي الأمثلة الحقيقية والواقعية بفلان وعلان ..
كيف كانوا ثم كيف أصبحوا بعد تلك السفرة المشؤمة لهم لبلاد السحر والشعوذة وخراب البيوت .. المغرب العربي ..


هل كان العناد المسكون في طبعي هو السبب في عدم الانصات لهم..؟
أم كان حب المغامرة الممزوج في خيالي هو الدافع..؟
أم يا ترى البحث في المجهول للوصول للمعقول والأمل المفقود كان السبب ..؟


لم أكن أعرف ولم يدر بخلدي ما ينتظرني في ذلك البلد الممزوج بثقافات متباينة وتاريخ منكوب بكاوارث طبيعية وحروب صنعها الطمع بعقول دكتاتورية ..
حتى أصبحت قبور ضحايا تلك الحروب مزارا سياحيا ..
وشاهدا على تاريخ أحمر يقول هنا كان الشقاء... والبلاء ...

(طيب يابوريان ممكن تقولنا ايش سالفة السحر المغربي ..؟؟؟)

في مطار محمد الخامس كان في انتظاري مجموعة من السحرة والمشعوذين

وقفوا صفوفا وزرافات
صفا خلف صف .. يتقدمهم كبيرهم الذي علمهم السحر
وقفوا لاستقبال ابوريان
وقفوا لينفثوا السحر في وجهه
السحر الذي حذر منه ؟؟ ولم ينصت للناصحين..



وبالرغم من ذلك كله ...
وبالرغم من الحصن الذي اتخذته للحذر من السحر ..

الا أن سحر الطبيعة كان مغري ..
فنفحات الجو البارد ورذاذ الفجر وطيبة البلد وساكنيه والفطرة في قلوبهم ..
كانت أقوى من أي حصن .. وكانت تلعب دورا بارزا في اغرائي..

لكن في الحقيقة لم يكن ذلك كله وراء السحر الحقيقي الذي هالني وجعلني ألغي حجز العودة للوطن ..

كانت الرحلة عشرة أيام ..
4 في كازا
4 في مراكش
2 في اكادير

كااااااانت ...

واليوم هو اليوم 38 لإقامتي في المغرب .........

لكن في اغادير كان هناك السحر الحقيقي الذي لعب دوره في قلبي واحياه من جديد
وأوقف عقلي ليبدأ من اول وجديد ...

(أفهم من كلامك يابوريان أنك وجدت شريكة العمر ومن تضمد جراحك ؟؟)

ياعزيزي ... لا

أنا مولع بالتاريخ والثقافات القديمة والحديثة
أنا أعشق أسفار(الملل) الحضارات القديمة

لكن ان يصل بي الحد لما وصلت اليه الآن ...

شئ غريب أن تقرأ في حضارة كالحضارة الامازيغية ..
لكن أن يصل الحد بي أن أتعلم اللغة..
أن يصل الحد أن أقرا في الأدب والشعر الأمازيغي...

أن أغرق في تلك الحضارة حتى أراها في المنام والمقام..

حتى أبذل أموالا لأقف عند المقامات ومواقع الحروب واقابل شيوخ العشائر..
وأتغزل بالأمازيغية ومخارج حروفها ...

أن أصلي الصبح خلف الحاج لحسن بجامع لبنان وأنزل سيرا على الأقدام متجها للشاطئ الاكوت لأسجل حضوري اليومي لمطلع الشمس المغربية من على شرفات مطعم الليل والنهار (جور دي نايت) الجديد

وأفتح ريقي ب الأتاي المغربي وأفطر على المسمن بالعسل والبغرير مع الحسوة ..

أن أتغدى على الطاجين وأتعشى الكسكسي بالخضار ....

ألا ترون يا أحبابي أني مسحور حتى النخاع

الأمر تعدى مسألة الزعطة ( من زعط يزعطو فهو مزعوط )

المسألة فيها عشق بل وله ....
حتى أصبحت متيم

لكي الله يا مغرب .... ظلموك

شعب طيب جدا ... اذا كنت طيب جدا

اذا عرفوا انك طيب وصالح النية سترى منهم كل جميل وكل احترام وتقدير

كلهم الرئيس والمرؤس والصغير والكبير
حتى سائقي التكاسي بل حتى الشفارين ..

اذا عرفوا انك انسان وصاحب مبدأ وتمشي في السليم ...سيفتحون لك قلوبهم قبل بيوتهم

فهل من راق


أنتهى

تحذير حكومي:
لا يعني هذا ان البلد خالية من الشر ..فالشر في كل مكان ويجب أخذ الحيطة في كل مكان
. منقول مع الشكر لكاتبه